لماذا هذا الموضوع..
أولاً : عندما يسمع المسلمون بالمصائب والمحن التي تقع على المسلمين ؛ يتسأل الكثير منهم ما دورنا..؟!!
ثانياً : لحال المسلمين في كل مكان، وما يلاقونه من ذل وهوان وضياع وقتل وتشريد وتنصير، وما نعيشه من ترف وإسراف وبذخ وتبذير، وهل يصح شرعاً أو عرفاًَ -بل في كل المعايير الإنسانية- وشفقة ورحمة وإحساناً ورأفة؛ أن يموت أناس بالتخمة والبطنة، وآخرون بالجوع أو سوء التغذية؟؟ لا والله.
ثالثاً : الاعذار إلى الله ونحن نسمع عن أنهار الدماء وأكوام الأشلاء؛ ونحن نسمع صرخات العذارى، وأنين الثكالى ...الإعذار إلى الله ونحن نرى دموع اليتامى ..ولن نعذر والله إلا بالقيام بواجبنا ..ومن واجبنا التوجيه والبلاغ قدر المستطاع .
رابعاً : ليقوم كل منا بواجبه تجاه المسلمين ، فيتحرك القادرون ويهتم الموسرون، فلا بد أن يعمل الجميع من أجل رضا الله، وبطاعة الله تدوم النعم ولنحذر من الملل والتقصير..
** أيها المسلمون : إن المواساة والرحمة والإحسان منبعها قلب الإنسان فأقول :
" هب أن الشعور بالجسد الواحد قد مات؛ وهب أن أخوة الدين قد تلاشت من القلب، وهب أن الهم للمسلمين عدم.؟!
أليس في قلبك رحمة؟! أليس فيه عطف وشفقة؟!
ألست إنسان مسلم موحد؟!..ألا تحمل بين جنبيك مضغة لحم تسمى قلباً؟!!.
أين قلبك أيها المسلم وأنت ترى بعينيك الأشلاء والدماء مبعثرة؟! وأين قلبك عندما تسمع أن مسلماً قتل وتفنن اليهود والنصارى في قتله؟!! ودفن بعضهم أحياء في مقابر جماعية ؟!! ما واقع هذه الأخبار على قلبك أيها المسلم؟!!
همسة عتاب:
أيها المسلم لماذا لا تحمل هم إخوانك المستضعفين في قلبك، وأن تشعر بشعورهم وتحس بجوعهم وبفقرهم وهم حفاة عراة ؟
لكن للأسف وكم يحز في النفس ويملأ القلب أساً وحزناً وكمداً أن كثيراً من ذوي الكفاءات والمواهب البارزة من الصالحين قعدوا عن هذه الهمة وتثاقلوا للأرض؟
فمن يحمل هم المسلمين إذاً أيها الصالحون؟؟
أنت مطالب بالدعاء لإخوانك والإلحاح عليه والتضرع إلى الله، وهذا سلاحك أيها المؤمن فيندفع به البلاء ويرد به شر القضاء، ولكنه يحتاج إلى لسان صادق وقلب خافق يعتصر بالألم.
أيها الإخوة اعلموا أن الله بمنه وكرمه يجيب الدعاء ويحقق الرجاء ويكشف البلوى، لكننا نريد حقيقة الدعاء وحقيقة الالتجاء وحقيقة التضرع والشكوى فإن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل.
قليل من يرفع يديه في ظلمة الليل من أجل إخوانه المستضعفين؛ سبحان الله أليس فينا أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره، إلى كل مسلم ومسلمة أقول : الله الله في الدعاء .
أخي الكريم – أختي الكريمة : لتعلم أنه لن يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح أولها وهو الرجوع إلى الله بقوة، فلنغير أحوالنا ليغير الله حالنا للصلاح وإلى عزة ورفعة.. فلا يكفي أن نكون صالحين فحسب بل لا بد أن نكون مع ذلك مصلحين؟؟
أسأل الله بمنه وكرمه أن يرفع ما ألم بنا من محن، وأن يبدل حالنا وأن ينصر إخواننا المستضعفين في كل مكان ..
والحمد لله رب العالمين ..